10 / من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
جلس الأب مع أسرته في ذكري الإسراء والمعراج
وطلب من ابنه نضال أن يقرأ ما تيسر من سورة "الإسراء"
فقرأ نضال :"سبحان الذي
أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
الذي باركنا حوله لنريه
من آياتنا إنه هو السميع
البصير "
وبعد ما فرغ نضال بادر الأب
متسائلا : أتدرون ما دلالة
كلمة( سبحان )التي بدأت بها
السورة؟
قال نضال : إنها تدل علي
تقديس الله تعالي عن كل عيب
ونقص ، وغالبا ما تستعمل في
مناسبات الإعجاز والقدرة.
قال الأب : تماما يا بني –
بارك الله فيك- فليس أدل علي
الإعجاز والقدرة من أن يسري
الله تعالي برسوله محمد صلي الله
عليه وسلم من المسجد الحرام
إلي المسجد الأقصى ثم يعرج به
إلي سدرةالمنتهي في الملأ
الأعلى ويرده بعد هذا
كله إلي حيث كان في سويعات
قليلة.
جهاد :وماذا في هذا يا أبي
،فنحن نسافر بالطائرة ولا
نستغرق إلا سويعات قليلة
أيضا .
الأب ضاحكا : لا يا ابنتي لم
يكن الإنسان اخترع الطائرة
ولا السيارة ولا حتى
الدراجة.وقد كان الناس
يركبون الإبل
شهرا للذهاب إلي بيت المقدس وشهرا
للإياب فسبحان الله ذي الحول والقوة .
جهاد : وكيف إذا قام رسول الله صلي الله
عليه وسلم بهذه الرحلة.
الأب : لا تتعجبي يا ابنتي إنها قدرة المولي
عز وجل
أرسل الله عز وجل لرسول اللهصلي الله عليه وسلم
بالبراق مع جبريل - وهي الدابة التي كانت تحُمل عليها الأنبياء
قبله، تضع حافرها في منتهى طرفها - فحُمل عليها، ثم خرج به
صاحبه، يرى الآيات فيما بين السماء والأرض، حتى انتهى إلى
بيت المقدس.
نضال : وما الحكمة في أن يسري الله بنبيهمحمد صلي الله
عليه وسلم
إلي المسجد الأقصى أولا ثم يعرج به ثانيا ، ولماذا لم يعرج به
مباشرة من المسجد الحرام؟
الأب : ليلفت انتباه المسلمين إلي شرف المسجد الأقصى ومكانته
لعلمه عز وجل أنه سيكون موضوع صراع مرير طويل بين
المسلمين واليهود.
جهاد : ولماذا سمي بالأقصى .
الأم: لبعد موقعه عن المسجد الحرام ولم يكن معروفا في هذا الوقت
إلا هذين المسجدين يا ابنتي.
نضال: وأيهما بني أولا .
الأب: المسجد الحرام يا بني هو أول بيت وضع للناسثم
المسجد الأقصى بعده بأربعين عاما.
نضال: ومن أول من بناه علي هيئته
الحالية يا أبي.
الأب : بدأ بناءه علي هذه الهيئة
الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وأتمه
من بعده ابنه الوليد بن عبد الملك
سنة 96 هـ
جهاد : نعم يا أبي أنا أعرف هيئة
المسجد الأقصى وأحبه كثيرا لذلك أضع
صورته داخل غرفتي.
الأب : لا يا ابنتي فالمسجد ذو الشكل
المثمن و القبة الذهبية الذي تضعين
صورته داخل غرفتك هو صورة مسجد قبة
الصخرة أو( مسجد الصخرة المشرفة )
والمسجد الأقصى يقع بجواره ويضمهما معا
سور واحد يحتضن البقعة المقدسة التي
كانت ساحة المسجد الأقصى الموجود وقت
الإسراء.
فأسرع نضال وأحضر صورة كبيرة وقال :
هذا هو المسجد الأقصى يا أبي.
الأب : أحسنت يا نضال هذا هو المسجد
الأقصى أريه لأختك جهاد .
جهاد :ولماذا قال عنه الله عز وجل في
للأيه " الذي باركنا حوله "؟
الأب :كأن الله عز وجل أراد أن ينبه
المسلمين إلي شرف المسجد الأقصى ومكانته
ليزدادوا تعظيما له واعتزازا به، بل
تمتد القداسة كذلك إلي سائر البقاع
المحيطة به ليحرص المسلمون عليها
ويدافعوا عن حرمتها بالنفس والنفيس
، أما المسجد الحرام فإن مكانته في
نفوسهم لا تحتاج إلي تنويه أو تأكيد فهو
أشرف الأماكن وأقدسها علي الإطلاق .
الأم: لعل هذا أيضا هو سبب الأمر
بالتوجه إليه بالصلاة بعد فرضها
ليكون القبلة الأولي قبل التحول إلي
الكعبة المشرفة في مكة بعد ذلك.
الأب : هذه ملاحظة جيدة يا أم نضال
بارك الله فيك.
نضال: إذا أردت أن أكتب موضوعا في
المنتدى عن فضل المسجد الأقصى فماذا
أكتب فيه يا أبي.
الأب:هذا الحوار كله يا بني يدل علي فضل
الأقصى إضافة إلي أحاديث رسول الله صلي
الله عليه وسلم نكتفي بقوله : " لا تشد
الرحال إلا إلي ثلاث مساجد : المسجد
الحرام ، ومسجد الرسول ، والمسجد الأقصى
" البخاري
وقوله لميمونة رضي الله عنها حيث قالت :
يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس ،
قال : " أرض المحشر والمنشر أئتوه فصلوا
فيه فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره ،
فقالت : أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل
إليه ؟ قال : فتهدي إليه زيتا يسرج
فيه فمن فعل ذلك فهو كمن أتئه" (رواه
ابن ماجه).
فقال نضال وجهاد في نفس واحد :
( جزاك الله خيرا يا أبي ونعاهد الله تعالى
أن نبذل كل ما في وسعنا لتحريره
وتطهيره من دنس اليهود المغتصبين
المحتلين )
سؤال الكلمة :
1 / علق على هذا الحديث : وقوله
لميمونة رضي الله عنها حيث قالت : يا
رسول الله أفتنا في بيت المقدس ، قال : "
أرض المحشر والمنشر أئتوه فصلوا فيه فإن
صلاة فيه كألف صلاة في غيره ، فقالت :
أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه ؟
قال : فتهدي إليه زيتا يسرج فيه فمن
فعل ذلك فهو كمن أتئه" (رواه ابن ماجه