بسم الله الحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم جبتلكم قصة حلوة وأن شاألله تعجبكم تقول حنان :
خرجت
للدنيا .. وأنا أرى أختي الكبرى ( نور ) لاتبصر .. كفيفة .. أمي تمسك
بيديها الناعمتين لكي لاتسقط ولتسير خلفها .. أعجبني هذا .. أريد أن أخدم
أختي .. فصرت قائدتها في الطريق ..
أختي ( نور ) أحبها .. كم هي مؤمنة بالقضاء والقدر .. تستمع للمحاضرات الشرعية .. تعلمني أمور ديني ..
أختي ( نور ) صوتها عذب بتلاوة القرآن .. لا أمل من سماعها وهي تجلس في غرفتها وصوتها الشجي ينشر الطمأنينة في بيتنا ..
أختي
( نور ) تعلق بها قلبي وصرت أقضي أوقاتي السعيدة معها .. يكفي بشاشة وجهها
وطيب ابتسامتها .. وحلو لسانها .. لا تُغضب الكبير وترحم الصغير ..
يفرح
الضيوف بزيارتنا .. تلتف حولها البنات لسماع ما تقول .. لا يريدون اللعب
إلا معها .. تطربهم بإنشادها .. تدمع أعينهم عند وداعها .. وتذكر لهم كيف
أن هناك صحابة كانوا أكفاء ،. وعلماء صالحين .. وكيف تخرّج على أيديهم من
كانوا منابر يستهدي بهم الناس ..
تمر
الأيام والأيام وأختي تكبر وتصبح حورية .. ليتقدم لها ابن جارتنا .. الذي
توفي والده صغيرا وتولت أمه الراضية بتربيته وتعليمه حتى أصبح شابا ملتزما
بدينه .. ذو دين وخلق .. فيكرر أبي عليه كثيرا .. إنها كفيفة .. إنها لا
تبصر .. وهو يقول : رضيت يا عم .. إقبل وأسألها .. يا عم رضيت والله بها
.. اسألها ..
فرحت
بزواجها وحزنت لفارقها .. انتقلت لتعيش مع أم زوجها .. في بيت مجاور لنا
.. فهذا أبعد الهم والحزن عني لقربها .. أزورها .. وأرى معاملة جارتنا
الطيبة لها .. وخدمتها لأختي وكيف تحاول أن تدرب أختي على أعمال البيت ..
كم
هي رائعة أختي .. تعلمت بسرعة فهذا ترتبه .. وهذا تصلحه .. وهذا تضعه ..
وهذا تحمله .. وهي تبتسم وتمازح خالتها وتقول : ياخالتي .. أين أنتِ .. هل
هذا صحيح .. تعالي هنا يا خالة .. أنظري هل هو جميل ودعتها
بنظرات الفرح والسرور بعد أن رأيت أختي سعيدة جدا بحياتها الجديدة ...
ودعتها في بيت آخر .. بل في بيتنا .. لم يتغير من حياتها شيء .. بل زادت
بهجة وسعادة ..
سألت ربي أن يبارك لهما وأن يديم عليهما السعادة ..